السبت، 5 مارس 2016

82 يومًا على التخرج | SQU |

 

     لعلك يا صديقي الجامعيّ قرأتَ عن التخطيط، وسمعت عن التخطيط، وربما حضرت وِرَشًا عن التخطيط، ولعلك فعلت أكثر من ذلك، فمارست التخطيط، وهذا بالفعل ما نريده تمامًا.

لا يُهمني كم قرأت عن التخطيط، وكم سمِعتَ عن التخطيط، وكم دورةً حضرت عن التخطيط، هذا لا يعنيني إطلاقًا، المهم يا صديقي أن تُريني ثمرة التخطيط في حياتك، أن تُشعِر نفسك -قبل الآخرين- أنك إنسانٌ مخططٌ جيد لتفاصيل يومك قبل أسبوعك، وأسبوعك قبل شهرك، وشهرِك قبل سنتِك، وهلمّ جرّا.


    جرّب أن تكون لك أهدافًا يومية، والتزم بتحقيقها بشكلٍ يوميّ دون تهاون. أكتُبْ أهدافك اليومية هذه قبل أن تنام أو في بُداءة يومك في دفتر ملحوظات، واجعل هذا الدفتر خاصًا فقط بالأهداف اليومية. أُكتبْ كل ما تود إنجازه في ذلك اليوم، وسيكون من الرائع أن تكتبها في شكل نقاط ( 1، 2، 3، إلخ). ثمّ ابدأ يومك واضعًا نُصب عينيكَ مهمة تحقيق أهدافك التي كتبتها لذلك اليوم، وبمجرد أن تُنجز هدفًا من أهدافك، فضع عليه علامة (صح)، وهكذا دواليك.
أرجوك لا تقل لي أن لي أهدافًا في عقلي، لا لا ، جرّب أن تكتب أهدافك عوضًا عن أن تركنها في عقلك، ولاحظ الفرق. أنا أحترم عقلك تمامًا، لكن أن تكتب أهدافك، هذا أمرٌ يذكّرك بها دومًا. ويجعلك في سباقٍ لإنجازها.

   صدّقني يا صديقي، أنك ستشعر بمتعة الإنجاز بنهاية يومك، لأنك حققتَ وأنجزتَ كل ما خططت له. ستشعر أن ليومك معنى، ولتعبك معنى، ولساعاتك معنى، وستشعر أنك يومًا بعد يوم، تقوم بما عليك على أكمل وجه، وتنجز أعمالك في الوقت المحدد دون تأخير.

     يا صديقي الجامعيّ، أعلمُ تمامًا كمّ الأعمال التي عليك إنجازها، وأعلمُ أن لديك اختبارًا قصيرًا في الغد، ولديك (TEST) في الأسبوع القادم، وعليك أن تكتب (Report) لمقرر اللاب، ولابد من أن تبدأ في إعداد الـ(Presentation) لعددٍ من المقررات، ومع هذا وذاك، لديك أعمالاً جانبية تودُ تحقيقها. صدّقني أني أعلمُ كلّ هذا، وربما عليك أكثر مما ذكرت، ولذلك يا صديقي، سيكونُ من الرائع أن تخطط لكل شيءٍ بنحوٍ جيد، وتنظّم وقتك بشكلٍ أفضل، وتستثمر يومك خير استثمار، فلا يمضي يومٌ إلا وقد أنجزتَ شيئًا، وحققتَ شيئًا، واقتربت من أهدافك شيئًا فشيئا.


    لا تجعل أيامك الجامعيّة تشوبها الفوضى، بداعي كثرة الأعمال، بل اصنع من الفوضى أهدافًا واضحةً منظمّةً في عقلك وفي تفاصيل يومك. وتذكّر يا صديقي الجامعيّ وأن تفعل كل هذا، تذكّر أن تستشعر أن دراستك وما تبذله عبادة تؤجر عليها، واحتسب الأجر والثواب عند الله.

 

عبدالله
 
 

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

رائع جدا ..
ولا يدرك روعة ذلك إلا من اعتاد أن يملأ دفتر مذكراته بأهدافه صبيحة كل يوم أو حتى مساء اليوم الذي قبله ~

عِوَج يقول...

بارك الله فيك.

إرسال تعليق