الأحد، 12 أكتوبر 2014

#إني_افتقدتك



إني افقدتك والحياةُ مريرةٌ .. 
والفقد أوجعُ ما يمر بداريه

عُـد يا حبيبي واستقر بها هُنا ..
إني وجدتُ الدار بعدك خاليه

كم فيك من سرٍ وضعتُ بحافظة ..
فيك الأمانُ .. بل وكل أمانيه

عُـد يا رفيقي فالحياةُ عسيرةٌ ..
عيني فداك وقل كذا لفؤاديه
عيني فداك وقل كذا لفؤاديه






#في_رثاء_لابتوبي


الخميس، 9 أكتوبر 2014

كفــاكُمْ أحــلامًا !



جريدة الرؤية
العدد : 1416




     " قللوا من قراءة كتب التنمية البشرية وتطوير الذات، توقفوا عن تصوير الواقع على أنّه ضربٌ من الخيال، توقفوا عن تصوير أنفسكم على أنّها في قمة الثقة، وأن كل ما أريده سأحصل عليه، كفاكم أحلامًا".

     كان هذا حديثها، بالضبط، أعني حديث إحدى أساتذة الجامعة، والتي كنتُ قد أخذتُ لديها مقررًا في الجامعة خلال الفصول الخالية. لا أُخفيكم أنّ ابتسامتي في تلك اللحظات لم تكن ابتسامة طبيعية، فضلاً عن أنّ ردة فعلي- وزملائي- كانت أشبه بأن تكون مزيجًا من الذهول والاستغراب وكأنّ على رؤوسنا الطير.
حقا أصابني شعورٌ بالعَجب، ومرّ عليّ نسيمٌ من الإحباط يقولُ لي: أنْ يا عبدالله، أرخِ السمع، وحاول الجمع، وأخفي الحزن وكفكف الدمع.

      لا يختلف اثنان على أن القراءة في كتب تنمية الذات، وقراءة كتب التاريخ والتراجم، ناهيك عن القراءة كـ"فعل"، لها دورٌ ملموسٌ في صقلِ وتكوين شخصية الفرد، وتوجيه فكره وممارساته ومواهبه ومهاراته وقدراته، وكذلك تأسيس وبناءِ ثقافته. ولعلّ الأخيرة لن تأتي إلا عن طريق التبحُرّ في الكتب بأنواعها، وشتى مجالاتها وأشكالها وصورها، فضلاً عن إطالة النظر فيها، والتربّص بمعانيها وأفكارها، وبالتالي جعلها مِنهاج حياة تتربى عليه الأجيال جيلاً بعد جيل، وتنهل منها حس الفنون وبحر العلوم وفصل الأدب والأمجاد.

كما لا أنكرُ أن ما قالته الدكتورة "دُرر" صحيحٌ - إلى حدٍ ما- ، لكنّ ذلك لا يعني أنك إذا رسمت هدفًا ساميًا في حياتك، وأطّرته بأطر الجديّة والإصرار، مُحدِدًا له زمنًا وميعادًا وآية، وعملت جاهدًا على تحقيقه والوصول إليه - بعد التوكل على الله-، وجعلت له خطة واضحة، وصياغة سليمة، باعثاً فيك الدافعية؛ لاشك بأنك ستناله وتصل لمرادك ولو بعد حين. ولو افترضنا أنك أشعرت نفسك بشعور الثقة، وبثثت صدق الشعور في جميع خلاياك؛ لغدوتَ حقًا كذلك، ولاتسمتْ أفعالك بالثقة. وقِس على ذلك كل ما تود أن تكون عليه من صفاتٍ ومشاعر وعاداتٍ ومهاراتٍ وحتى أخلاق.

الأحلامُ وحدها- دون جهدٍ وتخطيطٍ وعرق جبين- لا تكفي، والحياة دون أحلامٍ لا تكون حياة، وكذا الأهداف والطموح. ولعل لبّ الموضوع يكمن في الربط بين الأحلام والواقع، لا الكفّ عن الأحلام، متناسين في ذلك أثرها وقيمتها وطاقتها في خلق روح التحديّ والآمال.

الحُلم دافعٌ قويٌّ وكبير لتحقيق الآمال والأهداف والتطلعات، "وإذا كانت النفوسُ كبارًا .. تعبت في مرادها الأجسامُ". الحُلمُ وقودٌ لاستمرار نبض القلب من أجل تحقيق هدفٍ سامٍ تسعى لبلوغه، وأن تعيش مخلصًا كل الإخلاص في جميع لحظات حياتك من أجله والوصول إليه؛ لهي السعادة الحقيقية التي تنتشلك من فوضى اليائسين، وتذمُّر الكسالى البائسين، ورسائل المحبّطين، ممن "قدِّر لك" أن يكونوا حولك.

لا زلتُ أذكر تمامًا الجملة التي قالها لي أحد الأساتذة الذين أفتخر بأنّي تتلمذتُ على يدهم في المدرسة حينما قال: "حرّك مشاعرك بطموحاتك"، وحقًا ما قد قال، فالمشاعر تحرّكها الأحلام والأهداف والطموحات وقتما تذكرتها وأشغلتها فِكرك وعقلك وروحك.

    إذن يا حضرات، اقرأوا واحتضنوا الكتبَ وجرّبوا لذتها ومتعتها، تخيّلوا أنفسكم كما تريدون فعلاً أن تكونوا عليه، وثقوا تمامًا بها، وامنحوا لمن هم حولكم صِدقَ الشعور، ومارسوا كفاحَ الحياة وتحدِيَها، ولا تكفوا أبدًا عن الأحلام.




تاريخ نشره في الجريدة : 
2 / أكتوبر / 2014م