الجمعة، 11 مارس 2016

76 يومًا على التخرج | SQU |



     كم من المرّاتِ في سنواتي الدراسية –المدرسية منها والجامعية- فكرّتُ في شخصيات المعلمين والأساتذة. وكم من المرّاتِ -أيضًا- تأمّلتُ سلوكهم وحركاتهم وسكناتهم، فوجدتُ بونًا شاسعًا بين شخصياتِ هؤلاء، وهذا في الواقع أمرٌ طبَعِيّ. فكلٌ وشخصيتهُ، وكلٌ وسلوكه وأفكاره واهتماماته وما يتميزُ به، وهذه إشارةٌ إليك يا صديقي الجامعيّ، فتنبّه لها.

    فهمُ شخصية أستاذ المقرر أمرٌ في بالغ الأهمية. ولا تستهن في هذا أبدا. افهم بالضبط ماذا يريد منك أستاذك، هل يُركز في الشرح على العروض التقديمية (السلايدات)، أم يشرح من فهمه ومعلوماته. هل يشيرُ إلى الأرقام والأسماء ويُركز عليها مرتان وثلاث، أم يهتمُ أكثر بالحدث نفسه. هل يشرح مسائل الكتاب أم يأتي بمسائل خارجية. ركز يا صديقي الجامعيّ في كل شيء يفعله أستاذ المقرر، وكن ذكيًا في ربط الأمور ببعضها، فهذا سيعينك إلى حدٍ ما لتتكهّن بأسئلة الاختبار، وعلام يُركز أستاذك الميمون. على الحفظ، أم على الفهم، أو كلاهما.

    قد يلمّح لك أحيانًا بقول (انتبه جيدًا لهذا الأمر فهو مهم)، وهذا يعني أن المسألة أو الموضوع أو تلك المعلومة مهمة بالنسبة لأستاذ المقرر، وبما أنها مهمة بالنسبة له، فهذا يمنحها نسبةً أكبر لتكون من بين أسئلة الاختبار المجيد.

    لعلك يا صديقي حتى تعي هذه الأمور، لابد لك من أن تكون حاضرًا في محاضرات المقرر، وتقلل مرات غيابك ما استطعت لذلك سبيلا. بالطبع لديك رصيدٌ للتغيّب، لكن لا تجعل همّك الوحيد من حضور المحاضرة هو أن تفهم موضوع الدرس وحسب، هنالك أهدافًا خفيّة للحضور، فاجعلها يا صديقي نصب عينيك.

   فبالإضافة إلى الأمور التي ذكرتها عن معرفتك لشخصية أستاذ المقرر وعلام يُركّز من المعلومات، ستستطيع مناقشة الأستاذ بشكلٍ مباشر، وستجعل الأستاذ يراك، ويكوّن صورة ذهنية عنك، إجعلهُ -بطريقتك- يا صديقي يحفظ اسمك، ويعرف شكلك، أخبرهُ بعينيك بأنك لستَ طالبًا عاديًا، وأثبت له أنك تريد تحقيق معدل الـ(A) في هذا المقرر ولا شيء سوى الـ(A). وقبل هذا وذاك، سترضي ضميرك العلميّ -على الأقل- بالحضور.

   لا أسألك يا صديقي الجامعيّ أن تكون عالمًا في علم النفس والفِراسة، ولكني أشير لك أن فهمك لشخصية أستاذ المقرر سيمنحك قدرًا كبيرًا من الطمأنينة في استذكار مادة المقرر وفهمها.

 

عبدالله  
 

هناك تعليق واحد:

عِوَج يقول...

نصيحة مجيدة يا عبدَالله.

إرسال تعليق