الثلاثاء، 15 مارس 2016

72 يومًا على التخرج | SQU |

 

    أنت المُلام .. أجل يا صديقي أنت المُلام. إن حصلت على (19) من أصل (20) درجة، فأنت المُلام. إن كنتَ تهدف لأن تحصل على (A)، ثم حصلت على (B+) فأنت المُلام. إن لم تحصل على الدرجة كاملة في مشروعك، فأنت المُلام. إن تأخرت عن حضور المحاضرة في وقتها، فأنت المُلام. إن إلم تجد وقتًا للتحضير لعرضك الـ(Presentation) فأنت المُلام. يا صديقي، أنت المُلام، أنت وحدك هو المُلام.

    هي ليست دعوة لجلد الذات، بقدر ما هي دعوة لأن تكون أكثر صرامة مع نفسك. يا صديقي الجامعيّ، إن عِشتَ بمبدأ أنك أنت المُقصّر قبل الآخرين، فسوف تعيشُ حريصًا جدًا في كل شيء وعلى كل شيء. صدّقني يا صديقي، إلقاء اللوم على نفسك قبل الآخرين سيمنحك فرصة لكي تعمل أكثر، وتستعد أكثر، وتبذل أكثر، وتجتهد أكثر. ابذل جميع الأسباب، واطرق كل الأبواب التي تجعلك مخلصًا في كل عملٍ عليك القيام به. يا صديقي الجامعيّ، اصنع الظروف التي تريد، ولا تجعل الظروف هي من تصنعك.

    جرّب ألا تجعل "شمّاعة" أعذار لأي تقصير في أفعالك وأعمالك، وراقب تفكيرك وألفاظك تمامًا في هذا الأمر. قبل أن تعلّق "شمّاعة اللوم" على الآخرين، فإن أول شخص يتوجّب عليك أن تلومه هو "أنت" يا صديقي.

هذا الأمر يقودنا إلى أمر آخرٍ مهمٍ أيضًا، هو أن تــُـقـيّـم ما تقوم به، و تــُـقـيّـم ذاتك وسلوكك الدراسي، ومن الجيد أن تجعل هذا الأمر بشكلٍ أسبوعيّ، تــُـقـوّم به أخطائك، وتعزز جوانب القصور لديك، فترقى وترتقي بمُضيّ الأسابيع الدراسية.


يا صديقي الجامعيّ، اسأل نفسك الآن، وكن واضحًا في الإجابة مع نفسك:
 هل حقًا بذلتُ كل ما يستحق أن يرقى بي إلى مدارج المتفوقين والمتميزين ؟


وتذكّر دائمًا "فلا تلوموني ولُوموا أنفسكم"

 

عبدالله

 

الجمعة، 11 مارس 2016

76 يومًا على التخرج | SQU |



     كم من المرّاتِ في سنواتي الدراسية –المدرسية منها والجامعية- فكرّتُ في شخصيات المعلمين والأساتذة. وكم من المرّاتِ -أيضًا- تأمّلتُ سلوكهم وحركاتهم وسكناتهم، فوجدتُ بونًا شاسعًا بين شخصياتِ هؤلاء، وهذا في الواقع أمرٌ طبَعِيّ. فكلٌ وشخصيتهُ، وكلٌ وسلوكه وأفكاره واهتماماته وما يتميزُ به، وهذه إشارةٌ إليك يا صديقي الجامعيّ، فتنبّه لها.

    فهمُ شخصية أستاذ المقرر أمرٌ في بالغ الأهمية. ولا تستهن في هذا أبدا. افهم بالضبط ماذا يريد منك أستاذك، هل يُركز في الشرح على العروض التقديمية (السلايدات)، أم يشرح من فهمه ومعلوماته. هل يشيرُ إلى الأرقام والأسماء ويُركز عليها مرتان وثلاث، أم يهتمُ أكثر بالحدث نفسه. هل يشرح مسائل الكتاب أم يأتي بمسائل خارجية. ركز يا صديقي الجامعيّ في كل شيء يفعله أستاذ المقرر، وكن ذكيًا في ربط الأمور ببعضها، فهذا سيعينك إلى حدٍ ما لتتكهّن بأسئلة الاختبار، وعلام يُركز أستاذك الميمون. على الحفظ، أم على الفهم، أو كلاهما.

    قد يلمّح لك أحيانًا بقول (انتبه جيدًا لهذا الأمر فهو مهم)، وهذا يعني أن المسألة أو الموضوع أو تلك المعلومة مهمة بالنسبة لأستاذ المقرر، وبما أنها مهمة بالنسبة له، فهذا يمنحها نسبةً أكبر لتكون من بين أسئلة الاختبار المجيد.

    لعلك يا صديقي حتى تعي هذه الأمور، لابد لك من أن تكون حاضرًا في محاضرات المقرر، وتقلل مرات غيابك ما استطعت لذلك سبيلا. بالطبع لديك رصيدٌ للتغيّب، لكن لا تجعل همّك الوحيد من حضور المحاضرة هو أن تفهم موضوع الدرس وحسب، هنالك أهدافًا خفيّة للحضور، فاجعلها يا صديقي نصب عينيك.

   فبالإضافة إلى الأمور التي ذكرتها عن معرفتك لشخصية أستاذ المقرر وعلام يُركّز من المعلومات، ستستطيع مناقشة الأستاذ بشكلٍ مباشر، وستجعل الأستاذ يراك، ويكوّن صورة ذهنية عنك، إجعلهُ -بطريقتك- يا صديقي يحفظ اسمك، ويعرف شكلك، أخبرهُ بعينيك بأنك لستَ طالبًا عاديًا، وأثبت له أنك تريد تحقيق معدل الـ(A) في هذا المقرر ولا شيء سوى الـ(A). وقبل هذا وذاك، سترضي ضميرك العلميّ -على الأقل- بالحضور.

   لا أسألك يا صديقي الجامعيّ أن تكون عالمًا في علم النفس والفِراسة، ولكني أشير لك أن فهمك لشخصية أستاذ المقرر سيمنحك قدرًا كبيرًا من الطمأنينة في استذكار مادة المقرر وفهمها.

 

عبدالله  
 

السبت، 5 مارس 2016

82 يومًا على التخرج | SQU |

 

     لعلك يا صديقي الجامعيّ قرأتَ عن التخطيط، وسمعت عن التخطيط، وربما حضرت وِرَشًا عن التخطيط، ولعلك فعلت أكثر من ذلك، فمارست التخطيط، وهذا بالفعل ما نريده تمامًا.

لا يُهمني كم قرأت عن التخطيط، وكم سمِعتَ عن التخطيط، وكم دورةً حضرت عن التخطيط، هذا لا يعنيني إطلاقًا، المهم يا صديقي أن تُريني ثمرة التخطيط في حياتك، أن تُشعِر نفسك -قبل الآخرين- أنك إنسانٌ مخططٌ جيد لتفاصيل يومك قبل أسبوعك، وأسبوعك قبل شهرك، وشهرِك قبل سنتِك، وهلمّ جرّا.


    جرّب أن تكون لك أهدافًا يومية، والتزم بتحقيقها بشكلٍ يوميّ دون تهاون. أكتُبْ أهدافك اليومية هذه قبل أن تنام أو في بُداءة يومك في دفتر ملحوظات، واجعل هذا الدفتر خاصًا فقط بالأهداف اليومية. أُكتبْ كل ما تود إنجازه في ذلك اليوم، وسيكون من الرائع أن تكتبها في شكل نقاط ( 1، 2، 3، إلخ). ثمّ ابدأ يومك واضعًا نُصب عينيكَ مهمة تحقيق أهدافك التي كتبتها لذلك اليوم، وبمجرد أن تُنجز هدفًا من أهدافك، فضع عليه علامة (صح)، وهكذا دواليك.
أرجوك لا تقل لي أن لي أهدافًا في عقلي، لا لا ، جرّب أن تكتب أهدافك عوضًا عن أن تركنها في عقلك، ولاحظ الفرق. أنا أحترم عقلك تمامًا، لكن أن تكتب أهدافك، هذا أمرٌ يذكّرك بها دومًا. ويجعلك في سباقٍ لإنجازها.

   صدّقني يا صديقي، أنك ستشعر بمتعة الإنجاز بنهاية يومك، لأنك حققتَ وأنجزتَ كل ما خططت له. ستشعر أن ليومك معنى، ولتعبك معنى، ولساعاتك معنى، وستشعر أنك يومًا بعد يوم، تقوم بما عليك على أكمل وجه، وتنجز أعمالك في الوقت المحدد دون تأخير.

     يا صديقي الجامعيّ، أعلمُ تمامًا كمّ الأعمال التي عليك إنجازها، وأعلمُ أن لديك اختبارًا قصيرًا في الغد، ولديك (TEST) في الأسبوع القادم، وعليك أن تكتب (Report) لمقرر اللاب، ولابد من أن تبدأ في إعداد الـ(Presentation) لعددٍ من المقررات، ومع هذا وذاك، لديك أعمالاً جانبية تودُ تحقيقها. صدّقني أني أعلمُ كلّ هذا، وربما عليك أكثر مما ذكرت، ولذلك يا صديقي، سيكونُ من الرائع أن تخطط لكل شيءٍ بنحوٍ جيد، وتنظّم وقتك بشكلٍ أفضل، وتستثمر يومك خير استثمار، فلا يمضي يومٌ إلا وقد أنجزتَ شيئًا، وحققتَ شيئًا، واقتربت من أهدافك شيئًا فشيئا.


    لا تجعل أيامك الجامعيّة تشوبها الفوضى، بداعي كثرة الأعمال، بل اصنع من الفوضى أهدافًا واضحةً منظمّةً في عقلك وفي تفاصيل يومك. وتذكّر يا صديقي الجامعيّ وأن تفعل كل هذا، تذكّر أن تستشعر أن دراستك وما تبذله عبادة تؤجر عليها، واحتسب الأجر والثواب عند الله.

 

عبدالله