الجمعة، 15 مارس 2013

الاتحاد الطلابي .. في مواجهة "الـــداء الخلفاني"

كتبتُ هذه التدوينة لصالح حملة "ليولد كبيرًا" ، والتي تــُـعنى بإشهار اتحاد طلابي على مستوى جامعة السلطان قابوس في القريب العاجل بإذن الله.


الاتحاد الطلابي .. في مواجهة "الــداء الخلفاني"


       خرج "خلفان" من غرفته ذاتِ الأربعةِ أمتار طولاً ، ولك أن تقول الرقم ذاته في عرضها. خرج في صبيحةِ يومٍ جامعيّ يجرُ خـُـطاهُ جرّا ، وتضربُ الأفكار في مخيلته ضربا. كيف لا ! ، وهو الطالبُ الخلفانيّ الجامعيّ المعروف على مستوى حارته التي تقع في أقصى البلاد. خرج مـُـفكرًا في ما آل إليه حاله ، بعدما ترك في الغرفةِ أربعة ً من زملائه الطلبة الجامعيين في جامعة السلطان قابوس. وبالتالي فهو خامسهم في الغرفة ذات الأربعة أمتار طولاً وعرضًا. وكل ذلك في سبيل أن يشتركوا في توفير حزمة "الريالات" وسداد الإيجار الباهض لغرفتهم العتيقة.

     الكثافة السكانية العالية التي تعاني منها غرفتهم المُباركة قد غيّرت أمورًا كثيرة ً في مجرى حياة "خلفان" الجامعية. فلا هو يذاكر دروسه مذاكرة "الجامعيّ" ، ولا هو ينامُ قرير العينِ نظرًا لاختلاف جداول زملائه الأربعة في الرقعةِ المُباركة من الغرفة الضيقة العتيقة.

     خرج الطالبُ الخلفانيّ الجامعيّ باحثاً عن "تاكسي" يأخذ ُ به إلى جامعته العريقة ، أو ربما عن من يقلــّه من أهل الخير والنشامة من زملائه أصحابُ المركبات ذاتِ الألواحِ الصفراء. فعلى الأقل سيوفر عليه هذا الأمر "200 بيسة" يُضيفهما لــ"كرواسون" فطوره الذي اعتاد على شرائه من إحدى استهلاكيات الجامعة.

ولعل الازدحام السكانيّ في غرفة "خلفان" ، و مشكلة النقل اليومي لمقرّ جامعته منها وإليها قد كان له بالغ الأثر في انخفاض معدله التراكميّ وقلة نشاطه الأكاديمي للفصول الخالية. ولعل هذا الأمر أيضًا ساهم بشكلٍ ما في تغيير نظرة صاحبنا "خلفان" لجامعته جامعة السلطان قابوس. تلك الجامعة التي طالما اعتـُـبرت المنبرَ العلميّ الأول في السلطنة ، والصرحَ الثقافيّ الأرقى لكل البلاد من أقصاها لأقصاها وشمالها لجنوبها.

         يـُـمنـّي النفس "خلفان" بأن يـُولد عمّا قريب "اتحاد طلابي" يساهم في معالجة الكثير من مشاكل الطالب الجامعي ؛ حتى وإن كان "خلفانياً". فــ على الأقل سيسعى هذا الاتحاد الطلابي لأجل أن تكون هنالك علاقة صريحة بين إدارة الجامعة وموظفيها وطلابها على حدٍ سواء. ويخلقُ بيئة ً ترقى لأن تكون جامعية ، و تأخذ بعين الاعتبار قضايا الطالب الجامعي ومشاكله واهتماماته ومواهبه على جميع المستويات الثقافية والإجتماعية والعلمية.

    هذا الاتحاد الطلابيّ الذي سيقوم بأفكارٍ وسواعد طلابيةٍ خالصة ، تسعى لخدمة الطالب الجامعي وتكون حلقة الوصل بينه وبين إدارة الجامعة ، بدءًا من الهيكل التنظيمي والإداري للاتحاد الطلابي ، ومرورًا بالورش الطلابية التي تستقطب نماذج طلابية من جميع كليات الجامعة والأخذ بيدهم وباقتراحاتهم وتصوراتهم ، وانتهاءً بولادة الاتحاد الطلابي المنشود بإذن الله.