الأربعاء، 12 مارس 2014

تحت رشـاشِ المـاء !

       بعد صلاة الفجر، آخذ ُ حمامًا دافئًا يُحركُ فيَّ كرات الدم التي لا زالت تحت تخدير النوم، أقفُ تحت "رشاش" الماء الدافيء لــ(10) دقائق أو يزيد، وعلى ذلك اعتدتُ كل صباح. وبينما أنا على تلكم الحال، أجدني أفكرُ في تعديل ما كتبت عن أسبوعي في بلاد الهند، وأفكرُ –كذلك- في الــBase Map  لمقرر "Distributions Maps" التي يجب أن تكون من ضمن الملف حسبما أوصانا الدكتور لطفي مرارً وتكرارًا وقد شدد علينا في المسألة، وفكرة أخرى تداعب خلايا جمجمتي العبودية بأن (20) ريالاً تكفي لأن أدخل سيارتي لإحدى ورش التنظيف والتلميع، وفكرة رابعة تأخذني إلى إعداد جدول زمني قرائي لقائمة الكتب التي ابتعتها من معرض الكتاب الماضي، والتي بدأتُ قبل ليلتين من الآن بقراءة كتاب "ويكيليكس بالعربي" للدكتور علي العمري. وفكرة خامسة وسادسة وعاشرة ...إلخ
       
         أتعجبُ حقًا من كم الأفكار الكبير التي تراودني تحت "رشاش الماء" في الصباح، وقد أصل أحيانًا إلى الانتهاء من إعداد مقالٍ كاملٍ بكل أفكاره وما فيه من مناقشات ومناورات ومحادثات وربما حتى الفواصل والنقاط. مرة ً قلتُ لأحد أصدقائي إني لا أتذكرك إلا عندما أكون تحت "رشاش الماء"، فقال لي مازحًا : "تو ما لقيت مكان تتذكرني فيه إلا هناك !!" 
         
        بالأمس مثلاً، كنتُ في شبه اجتماع، فقامت إحدى الحاضرات بطرح عددٍ مُباركٍ من الأفكار المثرية، فقلتُ لها مشجعًا : "شوفوا كيف الناس اللي محضرين وجاهزين" فقالت ضاحكة : "كتبتها وأنا أغسل عباءتي" !!
ويبدو أنني سأقوم بغسل دشداشتي، علّ أمثال هذه الأفكار تراودني وتلهمني وتنعش خلاياي بأفكارٍ مُباركة تستحقُ الإشادة.

      أظنني لو قمتُ حقاً بتسجيل ما يمرُ عليّ من أفكارٍ ومواضيع تحت "رشاش الماء"، لن أحتاج سوى لشهرٍ واحدٍ على الأكثر لأنتهي من إعداد كتابٍ بكل مقالاته وأفكاره وما فيه.