الاثنين، 8 أكتوبر 2012

لأن الــروْعَـة تبْـدأُ في الصَبـاح !

 


دعوني هُنا اليوم أكتب ُوكلي فرح !

أُمسكُ قلمي الذي جرت العادةُ أن أُخبئه قــُـربَ صدري أو كما يحلو لي أن أغرسه في "دشداشتي" التي طالما أوقعَها هذا الفعل في "غسّالات" هي في غنىً عنها
وبالرغم من كل ذلك ، إلا أني أضعه لأمرين إثنين لا ثالث لهما.
أما الأول فهو لأني أحتاج ُ لــقلمي في أماكن أكون في أمسّ الحاجة له ، مــُــدونــًــا ومُسجلاً.أما السبب الثاني فهو لأن لديّ قناعةً ذاتيةً أن القلم وسام ٌ أضعهُ على صدري -ولي الفخر بذلك-.

كفانا حديثــًــا عن قلمي ، فلستُ هُنا بصدد الحديث عنه أكثر من رغبتي بالحديث عن يوميّ الرائع.
صبــاحٌ من أجملِ الصباحات ، رائعٌ بروعة صلاة الفجر وسط طــُــهـْــرٍ و خشوع.

صباحي هذا اليوم رائع ؛ لأني بدأتُ بــ قراءة كتابٍ جديد لــ "جيفري جيتومر"
في الحقيقة لم أبدأ بقرائته في الصباح بالضبط ـ لكني قرأتهُ قبل نومي و أحسبُ أن ذلك كان صباحاً !

صباحي كروعة شاي الكرك ، الذي طالما أتلذذ بارتشاف ِ طهارته من "دُنيــا الشاي"
أذكر أن من يعملون هُناك يبصروني دون غيري ولا أُبالغ ُ في ذلك ، يتهافتون عليّ ثلاثة كلٌ يريدُ أن أُصبــّــحه هو أولاً قبل بقية زملائه ! ليس لــشيّء ، بقدر ما هو محتاجٌ إلى من يصافحه سائلاً إياه : "كيف حالك ؟ وكيف هو يومك هذا الصباح ؟"

صباحي كله زحمة ، لكنها رائعة ! أشعر ُ بأني أُداعب ُ بقية السيارات وأنا في طريقي إلى الجامعة. أنظر ُ إلى يميني فأجدُ شخصاً أظنه من الجنسية الآسيوية مع زوجته -أو كذلك أعتقد- ، أراهما صامتيْن ، كلٌ منهما أشاح بوجهه إلى الشارع دون أيّ أحاديثٍ صباحية ، أو همسات ٍنرجسية.

أنظر بعدها إلى شمالي ، فأرى شخصاً يقودُ سيارته "اللكزس" و ربما كان طالباً ومعه أصحابه وأحسبُ أن وجهتهم كوجهتي أو تحديداً "صــوب الجامعة"

صباحي أيها اللامعون كــ صباح "لابٍ" أجرُ خطاي إليه مردداً "علّهم لم يبدأو بعد ، علّني أصلُ باكراً"

صباحي اليوم و "مســطرتي الـــطويلة" تتعــدى حـــدود "النوت بوك" الذي أحمله بين يديّ الصغيرتين !

صبــاحي خجلُ زميلي فــ "الكلاس" متعجباً ضاحكاً من "طـــول" لساني ، و بأني مـُــتقن ُ"الـــوشـــوشة"

صباحي يا هاتفي الأبيض ، ضاغطاً زره الأخضر ، لأُدرك بعدها بأن صديقي يُــؤمّل بأن يلقاني في "بنك الدم" بعد عشر دقائق.

صباحي هذا اليوم يُخبرني بأن أكـُــفّ عن المحاولة في رفع وزني ، لأن محاولاتي السابقة بائت بالفشل !

صباحي والميزانُ تحتي ، مُخبراً إياي بأن جسدي "العبّــودّي" لا يتعدى "الـــ 49 " كيلوجراماً على حدِ مؤشره الأحمر !

هذا اليوم ، و كلَّ يوم ، سأملؤها هكذا تأمل ، هكذا هــدوء ، هكذا حروف ٌ وكتابة .






 

 

عبدالله الفزاري