الثلاثاء، 16 أبريل 2013

لأياميَّ الصاخبة أكتب !




       كانت أيامًا صاخبة ً لا ترحم ، كيف لا ، و أسابيعي الثلاثة الماضية كانت كأصخبِ ما عشتُ في حياتي. لم تكن ماجنة ، ولا حتى فاتنة ، وإنما اكتست سُندسَ الجدِ و الكدِ و العمل كذا الأمل. سعيتُ جاهدًا خلالها أن أُقدّسَ الوقت كما اعتدتُ أن أفعل من قبل ، وعلى الأقل ، أعتني به فيعتني بي تمامًا كسابق عهديْنا. أكتبُ في صبيحةِ كل يوم ما أودُ تحقيقه وما عليّ إنجازه. ولولا لطف الله بي لأصبتُ بالجنون حتمًا. أذكرُ أني قلتُ لأحدِ أصدقائي : "ضدان اجتمعا فيّ هذه الأيام  : لذة التعب ، و بهجة الإنجاز".

      في صباحاتي الطاهرة تلك أجبرتني الجامعة على احتضان مواقفها وممراتها وأسورتها ذات اللون الهادئ العتيق حتى من بعد صلاة الفجر ، وأكادُ أجزمُ أني في بعض الليالي كنتُ أعودُ لغرفتي فيما بعد الــ 1:30 فجرًا. ليس لشيء ! وإنما فقط لــ"حـُـبٍ" أكنّهُ لــ"إبداع البصيرة" ، ولذة مقدّسة لم أشعر بها قبلاً. ولعل ملتقى إبداع البصيرة هذا العام قد أنعش خلاياي الميتة ، بدءًا من أعلى جمجمتي "العبودية" ، ومرورًا برئتاي و قلبي وقفصي الصدريّ ، وانتهاءً بأخمُص قدماي الصغيرتان.

      كانت أمي كلما هاتفتني أُخبرها أني لا زلتُ في الجامعة ، فتعجبُ من ذلك وحُق لها أن تعجب ، لكني كنتُ أطمئنها وأرجوها أن ترسل دعواتها البيضاء إلى السماء السابعة كما اعتادت أن تفعل ذلك كل ليلة ، وكنتُ دائماً ما أردد : 
"لولا دعاءُ أمي .. لكنتُ نسيًا منسيّا".