الأربعاء، 24 فبراير 2016

92 يومًا على التخرج | SQU |


 
 
   اليوم .. نعم، أنت يا صديقي لا تملك إلا "اليوم" وفقط. فالأمس قد رحلَ وولّى ولن يعودَ حتى يوم الدين، وعن الغد، فأستميحك عذرًا أن أقول لك أنك لا تملك الغد. أجل، يمكنك أن تخطط للغد وتفكّر بالغد وتتطلع إلى الغد، لكنّكَ في الواقع لا تملك الغد، وليس لك اللحظة أن تطالَ الغدَ مهما فعلت. إذن يا صديقي الجامعيّ، أنت فقط تملك "ا ل ي و م".

   عندما تدرك يقينًا ومن داخلك أنك تملك "اليوم" وحسب، صدّقني يا صديقي، ستحيا هذه اليوم كما لو أنه آخر يومٍ من عمرك. ستودّ لو تُنجِز كثيرًا، ستودّ أن تعمل وتعمل وتعمل، ستُخلص في عملك أيّما إخلاص. عندما تدرك أنك تملك "اليوم"، صدّقني أن الدقائق ستكون أثمن لك من مُضيّ الساعات دون عملٍ أو مذاكرةٍ أو تحقيق إنجازٍ ما، ستقِل ساعات نومك -دون شك-، وستكتفي بما يقوّيك فقط. عندما تدرك حقًا أنه ليس لديك إلا "اليوم" فقط، سُتنجِز أعمالك المُؤجّلة، وستعمل على مشاريعك و"أسايمنتاتك" التي أجّلتها إلى أجلٍ غير مسمّى بداعي التسويف. صدّقني، لأنه ليس لديك إلا "اليوم"، ستصافح أصدقائك بحرارة وسترى الناس من حولك بكل بشاشة، لن تنسى عامل التنظيف في كُليّتك، هو الآخر ستلقي عليه التحية، ستُسلّم على "سلّوم" وعلى "تشنّا راج" وعلى "كومار" وعلى "ماليش". فقط، لأن كل ما في الكون، هو بين يديك "هذا اليوم".

    ستحضر كل محاضراتك باكرًا، وستشارك في محاضراتك وتناقش أستاذ المقرر، ستضيف وجهة نظرك في مسألة، وسوف تبدأ في التحضير لعرض "البرزنتيشن" منذ "اليوم". ستتّصل بأمّك، وستخبرها أن تدعو لك باليُسر والتسهيل، وسوف تصلي صلواتك كلّها في وقتها. ستدرك يقينًا أنك حصلت على مقعدٍ دراسيٍّ حكوميّ "مجانًا"، في حين أن الملايين حول العالم يحلمون برغيفِ خُبزٍ يسدّون به جوعهم. ستدرك أنه يجبُ عليك الآن -وأشدّ من أي وقتٍ قد مضى- أن تعمل بكل إخلاص لأجل النعمة التي أنت فيها وتفي حقّها ومُستحقها.

     لن تفعل أي عملٍ بلا هدف، ولن تذهب "لتتمشّى" في شوارع الخوض و "تجزّر وقتكَ" مع بؤساء هذا الكون في "أفنيوز" و "كارفور" و"البهجة". سوف تسأل نفسك قبل أي عمل: ماذا سأجني من هذا الفعل؟ وهل سأستفيد وأفيد من وقتي في هذه اللحظات؟. يا صديقي الجامعيّ، أعِدك بأن تصبح حياتك ودراستك غالية، إن أدركت معنى "اليوم".

 

 يا صديقي الجامعيّ، بين يديك هذا اليوم، فماذا أنت فاعل ؟

 

 

عبدالله
 

 

السبت، 20 فبراير 2016

96 يومًا على التخرج | SQU |

 
 
"هذا الفصل ناوي أجيب معدل فوق الـ3.0"
"ما بطوّف ولا محاضرة هالفصل"
"من يبدأ الفصل بذاكر أول بأول"

إلخ ...

    أجل يا صديقي، لستَ الوحيدَ ممن قال مثل تلك العبارات الرنّانة في بُداءة كل فصلٍ دراسيّ، قاطعًا العهد على نفسك بفتح صفحةٍ بيضاءَ جديدة من أيام حياتك الذهبية، لكن مع عظيم الأسى والأسف، تتلاشى الهمةُ الورديّة شيئًا فشيئًا بمرور الأيام والأسابيع الدراسية، وتذهب عباراتك الرنّانة ووعودك البيضاء في طيّ النسيان وتذروها رياحُ الأيام.

    أعرفُ الكثيرين جدًا أمثال هؤلاء، وجامعتنا الحبيبة تفيض بهم ذرعًا. ربما أن هذه الهمّة تخبو مع تزايد الأعمال، وتزاحم الاختبارات، وكثرة المتطلبات، فــ"تنسى" عهدك الأول، وتمضي بك الأيام فتنحدر همّتك بشكلٍ تدريجيٍّ حتى تجد نفسك على مشارف انتهاء فصلك الدراسيّ. همّةٌ عاليةٌ في بُداءة الفصل، ثم تقِلّ وتقلّ وتقلّ، ثم تحاول استعادتها مع نهاية الفصل، وهكذا دواليك في كل فصلٍ جامعيّ. إذن، أظنّ أننا وقفنا على المشكلة تمامًا.

يا صديقي الجامعيّ، لابد لك من أن تراقب نفسك تمامًا، وتراقب سلوكك الدراسيّ، أيضًا. كُن حازمًا مع نفسك ولا تتهاون إطلاقًا. قيّم نفسك بنهاية كل أسبوعٍ دراسيّ، واسأل نفسك: هل "أخلصتُ" حقًا في كل مقرر لهذا الفصل؟ هل أنا فعلاً فعلتُ ما يستحق أن يبلغ بي معدل الـ"3.0" وأعلى؟ إسأل نفسك دائمًا كهكذا أسئلة.

    اجعل لنفسك أهدافًا واضحة لا تحيد عنها، وكن بطلاً في سبيل تحقيقها. يمكنك-مثلاً- أن تكتب أهدافك للفصل الدراسيّ وتعلّقها في غرفتك فتراها غدوًّا وعشيًا. لا بأس أن تكتب بعض العبارات التي تبعث فيك الهمّة وتقوّي عزيمتك. "وإذا كانت النفوسُ كبارًا .. تعبت في مرادها الأجسامُ" ، "إذا غامرت في شرفٍ مرومِ .. فلا تقنع بما دون النجومِ" ، "لا تحسبنّ المجد تمرٌ أنت آكلهُ .. لن تبلغ المجدَ حتى تلعق الصبرا". لا تتكاسل أبدًا في تشجيع نفسك وتذكيرها بأهدافك التي تطمح إليها وتتعب لأجلها. وابذل كل الأسباب التي تُعينك على ذلك. حرّك مشاعرك بطموحاتك، وتخيّل نفسك كما لو أنك ترى درجاتك لهذا الفصل في هذه اللحظة، كيف تريدها أن تكون، هل تريد أن تحصل على A أم أن B تكفي طموحك، وقل مثل ذلك لباقي المقررات الدراسية.

    تذكّر أن تعبك الآن، سيصبح يومًا ما من الماضي وفي عِداد الذكريات. نعم، سوف تتعب، وتبذل، وتبكي، وتدعو، وتسعى، وتذاكر، وتجتهد، ثم ستنام وتصحى وقد زال كل التعب. تذكّر أن تعبك سيزول وستنساه، لكنّ درجاتك التي ستحصل عليها في هذا الفصل -مثلاً- سوف تبقى في كشف درجاتك ما حييت.

يا صديقي الجامعيّ، لا تتخلى عن أهدافك، ولا تتخلى عن دوافعك. وإلم تُخلص لنفسك، فأخلِص على الأقل لأهدافك وطموحاتك وأحلامك. وتذكّر، أن علوّ الهمّة من الإيمان.
 
 
عبدالله
 
 

الخميس، 18 فبراير 2016

100 يوم على التخرج | SQU |




      أن تكون أحد طلبة جامعة السلطان قابوس،  أمرٌ عظيمٌ رائع، لكن الأعظم من ذلك والأكثر روعة وفخرًا، هو أن ترتدي لباس التخرج "البشت الأسود مع الوشاح المميز بشعار الجامعة" في ليلةٍ يزفّك فيها أهلُوك نشوةً وفرحةً وافتخارا. أعرفُ الكثيرين ممن دخلوا إلى جامعة السلطان قابوس ودرسوا في كلياتها، سنة، وسنتين، وثلاث، وخمس، لكنهم لم يخرجوا منهم "خرّيجين"، أو على الأقل، حاملين معهم شهادة البكالوريوس بعد خمس أو ست سنوات من الحياة الأكاديمية، وقل في مثل ذلك كثير.

     عبدالله، هذا هو اسمي. شخصٌ عاديّ، ودرستُ في جامعة، كنتُ أحلمُ بها يومًا ما، وما زلتُ أذكر كيف كنتُ أرفع الدعوات، لأن أكون في إحدى كليات الجامعةِ الأكبر والأفضل في سلطنة عمان. تحقق الحلم، ولله جزيل الحمدِ والفضل، وسلكنا مدارج الجامعيين، ومن هنا بدأت الحكاية وبدأ المشوار . .

    قبل يومين، تذكرتُ أني الآن في فصليَ الجامعيّ الأخير، بعد مضيَ ما يزيد عن خمس سنواتٍ في جامعة السلطان قابوس. شعرتُ -كما لم أشعر من قبل- أن الحياة أتفه مما كنتُ أتوقع، وأن الحياة التي أملكها هي في الحقيقة ليست إلا "اليوم"، أنا فقط أملك "اليوم"، ولا شيء سواه. لحظاتٌ وأيام وشهور وفصول وسنوات، مرّت، وحسبك -يا عبدالله- أنها لن تعود، لن ت ع و د .


    بالطبع، لستُ هو "عبدالله" في عام 2010، لقد غيّرتْ فيّ عوامل التعرية والتجوية ، الشيء الكثير، وأكل مني الزمن ما أكل. "عبدالله" في 2016 قرر أن يكتب هذه التدوينة، ليجعلها بُداءة عدٍّ تنازليّ لا حياد عنه، "100 يوم عن آخر اختبارٍ لي في جامعة السلطان قابوس" إن شاء الله. عندما أرددُ الجملة السابقة بين علامتيّ التنصيص، أشعرُ بأن الجامعة التي حلمتُ بها يومًا ما، ستصبح عمّا قريب في عِداد الذكريات، ومن حكايا "كان يا ما كان في قديم الزمان". وأسأل نفسي السؤال المجنون: هل حقًا حققتُ "عبدالله" الذي حلمتُ به يومًا ما أن يكون ؟ هل "عبدالله" فعل كل شيء كان يأمل ويُمنّي النفس أن يحققه في جامعة السلطان قابوس أو في مُدّة وجوده فيها ؟ هل "عبدالله" مستعد فعلاً لأن يترك صرحهُ العلميّ الذي سُجّل اسمه فيها بعمادة القبول والتسجيل ؟ هل وهل وهل وهل ؟؟؟؟

هنا، ولمدة 99 يومًا بعدٍ تنازليٍّ لمدة بقائي في SQU""، سأكتبُ خُلاصة ما تعلمته في الجامعة، وعُصارة تجاربي طوال حياتي الجامعية، سأطرح ما يجب أن تكون عليه كطالبٍ جامعيّ استوى عودُه، ونضج فكره، وأصبح مسؤولاً عن نفسه وكيانه. سأصارحك ببعض الأسرار، لتكون رقمًا مميزًا في حياتك الأكاديمية، فتستثمرها خير استثمار، وتبني مجدك وإن لهى غيرك.

     سمّها ما شئت، يوميات، مذكرات، تأمّلات، تجارب، أيّا كانت رؤيتك لها، لا يهمني إطلاقًا، المهم هنا أمرين اثنين: أما الأول، فهو أن أتحدى نفسي في استثمار ما تبقى وفي كتابة فكرة أطرحها كل يومين على الأقل، وأما الثاني، فهو أن أمنحك ما كنتُ قد فقدتُه في بُداءة سنواتي الجامعية وأشاركك بعضًا من أشيائي وتجاربي في 100 يوم.

يا صديقي، إن تبقت لك سنواتٌ دراسية تبقيك في جامعة السلطان قابوس أو حتى في غيرها من الكليات، فلك مني التحية والسلام أيها "الجامعيّ".

 


عبدالله