السبت، 20 فبراير 2016

96 يومًا على التخرج | SQU |

 
 
"هذا الفصل ناوي أجيب معدل فوق الـ3.0"
"ما بطوّف ولا محاضرة هالفصل"
"من يبدأ الفصل بذاكر أول بأول"

إلخ ...

    أجل يا صديقي، لستَ الوحيدَ ممن قال مثل تلك العبارات الرنّانة في بُداءة كل فصلٍ دراسيّ، قاطعًا العهد على نفسك بفتح صفحةٍ بيضاءَ جديدة من أيام حياتك الذهبية، لكن مع عظيم الأسى والأسف، تتلاشى الهمةُ الورديّة شيئًا فشيئًا بمرور الأيام والأسابيع الدراسية، وتذهب عباراتك الرنّانة ووعودك البيضاء في طيّ النسيان وتذروها رياحُ الأيام.

    أعرفُ الكثيرين جدًا أمثال هؤلاء، وجامعتنا الحبيبة تفيض بهم ذرعًا. ربما أن هذه الهمّة تخبو مع تزايد الأعمال، وتزاحم الاختبارات، وكثرة المتطلبات، فــ"تنسى" عهدك الأول، وتمضي بك الأيام فتنحدر همّتك بشكلٍ تدريجيٍّ حتى تجد نفسك على مشارف انتهاء فصلك الدراسيّ. همّةٌ عاليةٌ في بُداءة الفصل، ثم تقِلّ وتقلّ وتقلّ، ثم تحاول استعادتها مع نهاية الفصل، وهكذا دواليك في كل فصلٍ جامعيّ. إذن، أظنّ أننا وقفنا على المشكلة تمامًا.

يا صديقي الجامعيّ، لابد لك من أن تراقب نفسك تمامًا، وتراقب سلوكك الدراسيّ، أيضًا. كُن حازمًا مع نفسك ولا تتهاون إطلاقًا. قيّم نفسك بنهاية كل أسبوعٍ دراسيّ، واسأل نفسك: هل "أخلصتُ" حقًا في كل مقرر لهذا الفصل؟ هل أنا فعلاً فعلتُ ما يستحق أن يبلغ بي معدل الـ"3.0" وأعلى؟ إسأل نفسك دائمًا كهكذا أسئلة.

    اجعل لنفسك أهدافًا واضحة لا تحيد عنها، وكن بطلاً في سبيل تحقيقها. يمكنك-مثلاً- أن تكتب أهدافك للفصل الدراسيّ وتعلّقها في غرفتك فتراها غدوًّا وعشيًا. لا بأس أن تكتب بعض العبارات التي تبعث فيك الهمّة وتقوّي عزيمتك. "وإذا كانت النفوسُ كبارًا .. تعبت في مرادها الأجسامُ" ، "إذا غامرت في شرفٍ مرومِ .. فلا تقنع بما دون النجومِ" ، "لا تحسبنّ المجد تمرٌ أنت آكلهُ .. لن تبلغ المجدَ حتى تلعق الصبرا". لا تتكاسل أبدًا في تشجيع نفسك وتذكيرها بأهدافك التي تطمح إليها وتتعب لأجلها. وابذل كل الأسباب التي تُعينك على ذلك. حرّك مشاعرك بطموحاتك، وتخيّل نفسك كما لو أنك ترى درجاتك لهذا الفصل في هذه اللحظة، كيف تريدها أن تكون، هل تريد أن تحصل على A أم أن B تكفي طموحك، وقل مثل ذلك لباقي المقررات الدراسية.

    تذكّر أن تعبك الآن، سيصبح يومًا ما من الماضي وفي عِداد الذكريات. نعم، سوف تتعب، وتبذل، وتبكي، وتدعو، وتسعى، وتذاكر، وتجتهد، ثم ستنام وتصحى وقد زال كل التعب. تذكّر أن تعبك سيزول وستنساه، لكنّ درجاتك التي ستحصل عليها في هذا الفصل -مثلاً- سوف تبقى في كشف درجاتك ما حييت.

يا صديقي الجامعيّ، لا تتخلى عن أهدافك، ولا تتخلى عن دوافعك. وإلم تُخلص لنفسك، فأخلِص على الأقل لأهدافك وطموحاتك وأحلامك. وتذكّر، أن علوّ الهمّة من الإيمان.
 
 
عبدالله
 
 

هناك تعليق واحد:

إرسال تعليق