الخميس، 18 فبراير 2016

100 يوم على التخرج | SQU |




      أن تكون أحد طلبة جامعة السلطان قابوس،  أمرٌ عظيمٌ رائع، لكن الأعظم من ذلك والأكثر روعة وفخرًا، هو أن ترتدي لباس التخرج "البشت الأسود مع الوشاح المميز بشعار الجامعة" في ليلةٍ يزفّك فيها أهلُوك نشوةً وفرحةً وافتخارا. أعرفُ الكثيرين ممن دخلوا إلى جامعة السلطان قابوس ودرسوا في كلياتها، سنة، وسنتين، وثلاث، وخمس، لكنهم لم يخرجوا منهم "خرّيجين"، أو على الأقل، حاملين معهم شهادة البكالوريوس بعد خمس أو ست سنوات من الحياة الأكاديمية، وقل في مثل ذلك كثير.

     عبدالله، هذا هو اسمي. شخصٌ عاديّ، ودرستُ في جامعة، كنتُ أحلمُ بها يومًا ما، وما زلتُ أذكر كيف كنتُ أرفع الدعوات، لأن أكون في إحدى كليات الجامعةِ الأكبر والأفضل في سلطنة عمان. تحقق الحلم، ولله جزيل الحمدِ والفضل، وسلكنا مدارج الجامعيين، ومن هنا بدأت الحكاية وبدأ المشوار . .

    قبل يومين، تذكرتُ أني الآن في فصليَ الجامعيّ الأخير، بعد مضيَ ما يزيد عن خمس سنواتٍ في جامعة السلطان قابوس. شعرتُ -كما لم أشعر من قبل- أن الحياة أتفه مما كنتُ أتوقع، وأن الحياة التي أملكها هي في الحقيقة ليست إلا "اليوم"، أنا فقط أملك "اليوم"، ولا شيء سواه. لحظاتٌ وأيام وشهور وفصول وسنوات، مرّت، وحسبك -يا عبدالله- أنها لن تعود، لن ت ع و د .


    بالطبع، لستُ هو "عبدالله" في عام 2010، لقد غيّرتْ فيّ عوامل التعرية والتجوية ، الشيء الكثير، وأكل مني الزمن ما أكل. "عبدالله" في 2016 قرر أن يكتب هذه التدوينة، ليجعلها بُداءة عدٍّ تنازليّ لا حياد عنه، "100 يوم عن آخر اختبارٍ لي في جامعة السلطان قابوس" إن شاء الله. عندما أرددُ الجملة السابقة بين علامتيّ التنصيص، أشعرُ بأن الجامعة التي حلمتُ بها يومًا ما، ستصبح عمّا قريب في عِداد الذكريات، ومن حكايا "كان يا ما كان في قديم الزمان". وأسأل نفسي السؤال المجنون: هل حقًا حققتُ "عبدالله" الذي حلمتُ به يومًا ما أن يكون ؟ هل "عبدالله" فعل كل شيء كان يأمل ويُمنّي النفس أن يحققه في جامعة السلطان قابوس أو في مُدّة وجوده فيها ؟ هل "عبدالله" مستعد فعلاً لأن يترك صرحهُ العلميّ الذي سُجّل اسمه فيها بعمادة القبول والتسجيل ؟ هل وهل وهل وهل ؟؟؟؟

هنا، ولمدة 99 يومًا بعدٍ تنازليٍّ لمدة بقائي في SQU""، سأكتبُ خُلاصة ما تعلمته في الجامعة، وعُصارة تجاربي طوال حياتي الجامعية، سأطرح ما يجب أن تكون عليه كطالبٍ جامعيّ استوى عودُه، ونضج فكره، وأصبح مسؤولاً عن نفسه وكيانه. سأصارحك ببعض الأسرار، لتكون رقمًا مميزًا في حياتك الأكاديمية، فتستثمرها خير استثمار، وتبني مجدك وإن لهى غيرك.

     سمّها ما شئت، يوميات، مذكرات، تأمّلات، تجارب، أيّا كانت رؤيتك لها، لا يهمني إطلاقًا، المهم هنا أمرين اثنين: أما الأول، فهو أن أتحدى نفسي في استثمار ما تبقى وفي كتابة فكرة أطرحها كل يومين على الأقل، وأما الثاني، فهو أن أمنحك ما كنتُ قد فقدتُه في بُداءة سنواتي الجامعية وأشاركك بعضًا من أشيائي وتجاربي في 100 يوم.

يا صديقي، إن تبقت لك سنواتٌ دراسية تبقيك في جامعة السلطان قابوس أو حتى في غيرها من الكليات، فلك مني التحية والسلام أيها "الجامعيّ".

 


عبدالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق